﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (٢٧)﴾
المفردات:
﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾: أوَ لَمْ يبين لهم، والواو عاطفة على مقدر يقتضيه المقام، والتقدير: أغفلوا ولم يهد لهم، وفاعل (يهد) ضمير يشير إليه ما بعده.
﴿كَمْ أَهْلَكْنَا﴾: و (كم) في محل النصب بأهلكنا، ولا يصح أن يكون فاعلًا ليهد، لأن اسم الاستفهام. لا يحمل فيه ما قبله عند الجمهور، وأجازه الفراء، وهو رأي ضعيف، ومفعول (يهد) مقدر، والتقدير: أو لم يبين لهم الحق كثرة من أهلكنا... إلخ.
﴿مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ﴾: جمع قرن وهو الجيل من الناس.
﴿إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾: وهي اليابسة التي لا نبات فيها؛ لأنه جُرِز نباتها، أي: قُطِع، إما لعدم المطر، وإما لأنه رعى وأُزيل، ولا يقال للتي لا تنبت، كالسباخ جمع سَبْخة، لا يقال لها: جرز، والسبخة - مسكنة ومحركة -: أرض ذات نَزّ (١) وملح: اهـ.
التفسير
٢٦ - ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
أَفَلَا يَسْمَعُونَ﴾
:
الهمزة للإنكار، والمعنى: أتركوا الاتعاظ، ولم يبين لهم الحق كثرة من أهلكنا قبلهم من القرون الكافرة المعروفة لهم كعاد وثمود وقوم لوط، أهلكناهم بتكذيبهم الرسل، ومخالفتهمم إياهم فيما جاؤهم به من قويم السبل، فلم تبق منهم باقية، كما قال - تعالى -: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ (٢) وهؤلاء المكذبون من أهل مكة يمرون

(١) النز: ما يتحلب من الأرض من الماء: قاموس.
(٢) الآية ٩٨ من سورة مريم.


الصفحة التالية
Icon