يقول العلامة الزمخشرى: وفي هذا بعث على إتقان المكلف أساس أمره وهو الإيمان الصحيح، وتنبيه على أَن الأَعمال الكثيرة من غير تصحيح الإيمان كالبناء على غير أَساس وأنها مما يذهب عند الله هباءً منثورًا.
﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا﴾:
المفردات:
﴿بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ﴾: كائنون في البادية الأَعراب.
﴿مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا﴾: رياءً وسمعة وخوفًا من التعيير.
التفسير
٢٠ - ﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا﴾:
ومن صفات المنافقين أنهم يظنون أن جيوش الأحزاب لا تزال مكانها تحاصر المدينة وأنهم لم يرحلوا ولم يشتت الله شملهم، وذلك لما مسهم من الجزع، وأصابهم من الدهشة والهلع، وإن يأْت الأَحزاب كرة ثانية يتمنوا أنهم خارجون إلى البدو ومقيمون بين الأعراب يتسقطون أخباركم، ويسأَلون كل قادم من جانب المدينة عما حدث لكم وجرى عليكم من الأَحزاب، وهكذا يتعرفون أحوالكم بالاستخبار والسؤال لا بالمشاهدة والعيان فرَقًا وخوَرًا.
واختيار البادية ليكونوا سالمين من القتال، بعيدين عن أرض المعركة، ولو كانوا فيكم في هذه الكرة المفروضة، وظلوا في معسكركم، وحدث قتال، والتحم الجيشان


الصفحة التالية
Icon