ما قاتلوا إلا قتالًا قليلًا رياءً وسمعة وخوفًا من التعيير، وهو قليل لا يجدى نفعًا، ولا يسوق نصرا، ولا يدفع ضررا لأَنه زياءٌ، ولو كان لله لبالغوا في القتال لتحقيق النصر.
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (٢١) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (٢٢)﴾
المفردات:
﴿أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾: قدوة طيبة.
﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ أي: يأْمل رضا الله، وثواب اليوم الآخر.
﴿مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ﴾ من الابتلاءِ والنصر.
﴿وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ﴾ أَي: ظهر صدق خبر الله ورسوله في الوعد.
﴿وَتَسْلِيمًا﴾: وانقيادًا لأَوامره وطاعة لرسوله.
التفسير
٢١٠ - ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾:
هذه الآية أصل كبير في التأَسي برسول الله - ﷺ - في أقواله وأفعاله وأحواله، ولقد أمر الله - تبارك وتعالي - الناس فيها بالتأَسى بالنبي - ﷺ - يوم الأَحزاب في صبره، ومصابرته، ومرابطته، ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه