وقد ذهبت الشيعة إلى تخصيص أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما - رضي الله عنهم - لما روى: (أنه - ﷺ - خرج ذات غدوة وعليه مِرْطٌ مِرَجَّل (١) من شعر أسود فجلس، فأَتت فاطمة - رضي الله عنها - فأَدخلها فيه، ثم جاءَ عليٌّ فأدخله فيه، ثم جاءَ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - فأَدخلهما فيه، ثم قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ والاحتجاج بذلك على عصمتهم، وكون إجماعهم حجة ضعيف.
والتخصيص بهم لا يناسب ما قبل الآية وما بعدها، والحديث يقتضي أنهم من أهل البيت، لا أَنه ليس غيرهم.
والمقصود من ذكرهن آيات الله والحكمة، أن يبلغن ما يسمعن من آيات القرآن العظيم الجامعة بين كونها آيات الله وكونها حكمة، وقيل: المراد بالحكمة السنة.
ويجوز أن يكون المراد تذكيرهن ما أَنعم الله به عليهن، من حيث إنه - تعالى - جعلهن أهل بيت النبوة ومهبط الوحي، وما شاهدن من برحاء الوحي، ممَّا يوجب قوة الإيمان، والحرص على الطاعة، حثًّا على الائتمار والعمل بما كلفن به، وهذا المعنى أليق بسياق الآية مع ما قبلها.
والمعنى الإجمالي للآية: وتذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله القرآنية، ومن سنة رسوله - ﷺ - فإن ذلك نعم جليلة من الله عليكن، تقتضى الائتمار بما أُمِرْتُنَّ به، والانتهاء عما نهيتنَّ عنه، إن الله كان لطيفًا عظيم الرفق، خبيرًا يعلم ويدبر ما يصلح في الدين، ولذلك خيركن ووعظكن، أو يعلم من يصلح لنبوته، ويعلم من يصلح أن يكون من أَهل بيت نبيه.
وجوز بعضهم أن يكون التعبير بلطيف نظرا للآيات لدقة إعجازها، وبخبير نظرًا للحكمة لمناسبتها الخبرة - انظر الآلوسي.