المفردات:
﴿زَعَمْتُمْ﴾: ظننتم وقلتم إنهم آلهة.
﴿مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾: وزن ذرة وقدرها.
﴿ظَهِيرٍ﴾: معين.
﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾: أزيل الخوف عن قلوبهم، يقال: فُزع عنه إذا أزيل الخوف عنه، مثل قولهم: قَرَّدْتُ البعير إذا أُزلت قراده، والفزع: انقباض ونفار يعترى الإنسان من الشيء المخيف.
التفسير
٢٢ - ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فما السَّمَاوَاتِ وَلَا فما الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾:
لما بين الله - تعالى - حال الشاكرين ونعمه عليهم، وحال المشركين الذين ضرب لهم المثل بقصة سبأ المعروفة في أخبارهم وأشعارهم، عاد إلى خطابهم وقال لرسوله - ﷺ -: قل - يا رسول الله - لهولاء المشركين تنبيهًا على بطلان ما هم عليه، وتبكيتًا لهم: ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دون الله فيما يهمكم من جب نفع أو دفع ضرر لعلهم يستجيبون لكم إن صحت دعواكم. ولم يمهلهم ليجيبوا بل قال - سبحانه - ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة﴾ إشعارًا بتعينه جوابًا، فإنه لا يقبل المكابرة، وهو متضمن حال آلهتهم في الواقع، وأنهم إذا كانوا من العجز والعوز لا يملكون وزن ذرة في السموات ولا في الأرض من خير أو شر ولا يستطيعون جلب نفع ولا دفع ضرّ. فكيف يكونون آلهة تُعْبدُ؟ وذكر السموات والأرض للتعميم عرفًا فيراد جميع الموجودات. كما يقال: صباحًا ومساءً لجميع الأوقات وشرقًا وغربًا لجميع الجهات، والمراد نفى قدرتهم على شيء من النفع أو الضر أو الإيجاد أو الإعدام، وقوله - تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِير﴾ معناه: ومالآلهتهم آية شركة في السموات والأرض، لا خلقًا ولا ملكًا ولا تصرفًا، وما لله جلَّت قدرته من هؤلاء الآلهة من ظهير ولا معين يعينه في تدبير أمر من أمورهما.
٢٣ - ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾:
هذه الآية: استمرار في تسفيه آلهتهم، واستقصاء لقطع كل ما يمكن أن يرجى منهم أو ينتظر من نفعهم.