١٩ - ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾: عطف على قوله: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ﴾،
والأعمى والبصير: مثلان للكافر والمؤمن كما قال قتادة والسدى وغيرهما، أي: لا يستوي الكافر الذي يماثل الأعمى في عدم الاهتداء إلى الطريق الموصلة للغاية، لا يستوي مع المؤمن الذي يماثل البصير، في أنه يضع الأمور في نصابها، ويرى الضار والنافع، ولا تلتبس عليه السبل، ولا تخفى عليه المقاصد والغايات، فيهتدى إلى خالقه ولا يشرك به غيره.
وقدم الأعمى على البصير مع أن البصير أشرف، إشارة إلى أن الكافر موجود قبل البعثة والدعوة إلي الإيمان، فالاستبصار يأتي بعد ضده.
٢٠ - ﴿وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ﴾:
أي: ولا يستوى الباطل المشبه للظلمات، ولا الحق المماثل للنور، إذ الظلمات تدعو إلى الحيرة شأن الباطل، والنور يهدى إلى الطريق القويم، شأن الحق.
وجمع الظلمات مع إفراد النور، لتعدد فنون الباطل، مع اتحاد سبل الحق، وقدمت الظلمات على النور؛ لأنها عدم والنور وجود، والعدم مقدم على الوجود.
٢١ - ﴿وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾:
أي: ولا يستوى الثواب المشبه للظل في أنه داع إلى الراحة والنعيم، مع العقاب الذي يماثل الحرور، وهي الريح الحارة، وهي ريح تلفح الوجوه وتكاد تمسك الأنفاس.
وتكرير لفظ ﴿لَا﴾.. بين المتقابلين للتأكيد.
٢٢ - ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُور﴾:
تمثيل للمؤمنين الذين دخلوا في الدين بعد البعثة بالأحياء، وللكافرين الذين استكبروا وأصروا علي كفرهم بالأموات.