والأولى أَن تبقى الآية على عمومها متممة لسياق الآيات قبلها وبعدها، ولا مانع أَن يكون أَبو جهل ضمن ما اشتملت عليهم من المشركين الذين حق القول على أَكثرهم، وتكون الآية من قوله - تعالى -:
١٠ - ﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾:
بيانًا لشأنهم بطريق التصريح إثر بيانه بطريق التمثيل، أَي: ويستوي عند هؤُلاء المشركين المصرين على الكفر إنذارك إياهم وعدم إنذارك فقد اختاروا لأَنفسهم، وحق عليهم العذاب والنكال.
وقوله: ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ استئناف مؤكد لما قبله، موضح لإجمال ما فيه الاستواءِ.
﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢)﴾
المفردات:
﴿تُنْذِرُ﴾: تخوف وتبلغ. (الذِّكْرَ): القرآن.
﴿خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ﴾ أَي: خاف عقاب الله قبل حلوله، أَو من غير أَن يراه، أَو خافه في سريرته، ولم يغتر برحمته.
﴿نُحْيِ الْمَوْتَى﴾: نبعثهم من موتهم يوم القيامة للحساب.
﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا﴾: ونكتب ما أَسلفوا من أَعمال صالحة وغير صالحة.
﴿وَآثَارَهُمْ﴾: أعمالهم التي تبقى بعد موتهم.
﴿أَحْصَيْنَاهُ﴾: بيناه وحفظناه، وأَصل الإحصاء العد للحفظ.
﴿إِمَامٍ مُبِينٍ﴾: أَصل عظيم، مظهر لما كان وسيكون، وهو اللوح المحفوظ.


الصفحة التالية
Icon