- عليه السلام - ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأَربعة التي فيها "بطارقة" وهي: ١ - القدس ٢ - أنطاكية ٣ - الإسكندرية ٤ - روما
فعلى هذا يتبين أَن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أُخرى غير أَنطاكية المعروفة كما قال بذلك غير واحد من السلف. اهـ ابن كثير.
﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)﴾
المفردات:
﴿يَا حَسْرَةً﴾ الحسرة: الغم والندم.
﴿الْقُرُونِ﴾: جمع قرن والمراد بهم: القوم المقترنون في زمن واحد.
التفسير
٣٠ - ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾:
نداء للحسرة تنزل بهم كأنما قيل لها: تَعالى يا حسرة فهذه من أَحوالك التي حقك أَن تحضري فيها، وهي حال استهزائِهم بالرسل الذين جاءُوهم ليخرجوهم من الظلمات إِلى النور.
والمعنى: أنهم أَحقاءُ بأَن يتحسر عليهم المتحسرون عن الملائكة والمؤمنين من الثقلين، ويجوز أَن يكون من الله على سبيل المجاز لتهويل ما جنوه على أنفسهم وفرط إِنكاره له؛ لأَنهم ما يأْتيهم رسول من الرسل إلا كانوا به يستهزئون، ومنه يسخرون، وبما جاءَهم