بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (٣) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (٤) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (٥)﴾المفردات:.
﴿وَالصَّافَّاتِ﴾ أي: وحق الملائكة الصافين أنفسهم، وقيل غير ذلك، وسيأتي بيانه.
﴿فَالزَّاجِرَاتِ﴾: وصف ثان للملائكة المقسم بهم، مأخوذ من الزجر وهو المنع أو الحث أو السَّوْق.
﴿فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾: وصف ثالث لهم بأَنهم يتلون ذكر الله.
﴿الْمَشَارِقِ﴾ هي: مشارق الشمس والكواكب على امتداد خط المشرق.
التفسير
١ - ٤ - ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ﴾:
الصافات والزاجرات والتاليات أوصاف لم يذكر القرآن الكريم معها موصوفها، وقد أقسم الله - تعالى - بها على أن إلهنا واحد، وإذا كان المقسم هو الله، والمقسم عليه وحدانيته، فلا بد أن يكون الموصوف المقسم بصفاته عظيما.
لهذا اختلف المفسرون في الموصوف بهذه الصفات، فقيل: هم الملائكة، فهم يصفون أنفسهم حسب مراتبهم ومقاماتهم في طاعة الله، وانتظار لأمره، وقد جاءَ وصفهم بذلك في قوله - تعالى -: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ (١).
(١) سورة الفجر، الآية: ٢٢.