نحوها، فمن سرعتها تحترق بقوة احتكاكها المتتابع السريع بالهواء، ويكون لاحتراقها لمعان مستطيل. ثاقب: أي ساطع.
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)﴾
المفردات:
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾: فاستخبرهم.
﴿طِينٍ لَازِبٍ﴾: طين لاصق.
﴿يَسْتَسْخِرُونَ﴾: يبالغون في السخرية.
التفسير
١١ - ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ﴾:
المعنى: فاستخبر يا محمَّد مشركي مكة المنكرين للبعث، أهم أصعب خلقًا وإيجادًا، أو أقوى خلقة وبنيانًا، أم من خلقناه من السموات وما فيها من الملائكة والكواكب وروائع العجائب، والأرض وما فيها من جبال وتلال، ونجاد ووهاد، وزروع نضرة، وزهور عطرة، وجماد وحيوان، وماء وحيتان، وما بين الأرض والسماء من الرياح اللواقح، والشهب الثواقب، وغير ذلك من عجائب مبدعاته، وروائع مخلوقاته، إنا خلقنا بني آدم من طين لاصق بعضه ببعض، في ضمن خلق أبيهم آدم، أو خلقناهم أنفسهم من الطين، فإن أصلهم النطفة، والنطفة أصلها غذاء مخلوق من الطين، فهم باعتبار هذا التسلسل مخلوقون من الطين.