﴿وَخَرَّ رَاكِعًا﴾ سقط وهوى ساجدا.
﴿وَأَنَابَ﴾ ورجع إلى الله - تعالى - بالتوبة.
﴿لَزُلْفَى﴾ لَقُربةً ومَكَانَةً.
﴿مَآبٍ﴾ مرجع في الآخرة.
التفسير
٢٣ - ٢٤) ﴿إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ.. ﴾ الآية:
في الآية السابقة طوى ذلك المظلوم شكايته وأجملها، وفي هذه الآية بسطها وفصلها فقال: ﴿إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ اختلف في المراد من قوله: (أخِى) أيريد أخاه في النسب، أم صاحبه وأخاه في الإنسانية أم شريكه وخليطه.
وعقب ذلك بأن سجل على أخيه تجاوزه تلك الأخوة فلم يقنع هذا الأخ بما أفاء الله عليه من نعمة اتسعت وجلت وعظمت حيث كان ﴿لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾ بل ينفس على أخيه ما لديه من تلك النعمة في أدنى صورها وهي (نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ) يريد أن يستأثر لنفسه ويضمها إلى ملكه بعد أن تملكته الأثَرة واستلم لضراوة حب الذات، وصدق رسولنا - ﷺ - حيث يقول: (لو أن لابن آدم ودايا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولا يملأُ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب) طلب صاحب التسع والتسعين من أخيه الذي ليس له إلا واحدة أن ينزل له عنها، وأن يعطيه إياها، وكان صاحب التسع والتسعين أقوى في سوق حجته والإدلاء بها في فطانة وبلاغة فغلب شريكه وأخاه وأفحمه في الجدال والمخاصمة فواساه نبي الله داود - عليه السلام - وسلاه بما جاء في قوله - تعالى -: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾ بين نبى الله داود وأكد له أن كثيرا من الشركاء والخلطاءِ يبغى ويظلم بعضهم بعضا ولا ينجو من هذا الخلق الجائر والحيف القاسط إلا الذين آمنوا بربهم وعلموا أنه يحاسبهم


الصفحة التالية
Icon