﴿الصَّافِنَاتُ﴾ جمع صافن، وهو الذي يرفع إحدى يديه ويقف على مقدم حافرها، وقيل: هو الذي يجمع ببن يديه ويسويهما.
﴿الْجِيَادُ﴾: جمع جواد، وهو الذي يسرع في مشيه إسراعا جيدا.
﴿حُبَّ الْخَيْرِ﴾ أي: حب الخيل، لقوله - ﷺ -: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
﴿فَطَفِقَ مَسْحًا﴾: فجعل يمسح مسحا.
التفسير
٣٠ - ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ... ﴾:
تشير هذه الآية إلى قصة سليمان بن داود - عليه السلام -.
ومعنى الآية: وأعطينا داود ابنه سليمان وورثناه إياه، وكان سليمان حقيقًا بتلك المنزلة وجديرا بهذه الوراثة المباركة، فقد أثنى عليه ربه فقال: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾، فوصَفَةُ بالْعُبُودِيَّة، والعبودية من أشرف الصفات وأسمى النعوت، فقد نعت بها سيد الخلق رسولنا - ﷺ - قال - تعالى -: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ (١)، وقال - ﷺ - "أفلا أكون عبدًا شكورًا" كما وصف سيلمان بأنه - عليه السلام - كان كثير الرجوع إلى ربه يتوب إليه ممَّا عساه أن يكون قد بدر منه من فعل غير الأولى، أو أنه كان يكثر الرجوع إلى تسبيح الله وتنزيهه.
٣١ - ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾:
أي: اذكر يا محمد ما كان من أمر سلمان في استعراضه الخيل في منتصف النهار، تلك الخيل التي وصفت بالصفون والجودة فجمعت بين وصفين محمودين، فإذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في موقفها، وإذا جرت كانت سراعًا خفافًا في جريها.