﴿أَتْرَابٌ﴾ أي: لِدَات على سِنٍّ واحدة، تشبيهًا لهن في التساوى والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، وهي جمع ترب، وسيأتى لذلك مزيد بيان.
﴿مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ أي: ليس له انقطاع أبدا.
التفسير
٥٢ - ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ﴾:
لا يزال الكلام متصلًا في نعيم المتقين، فهذه الآية تبين أن لهؤلاء المتقين في الجنة زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى سواهم، أو قاصرات أبصار أزواجهن عليهن، فلا ينظرون إلى سواهن لجمالهن الفائق، وهؤلاء الزوجات أتراب أي: متساويات في السن، فكلهن شباب وليس بينهن عجوز، وذلك يستدعى محبة بعضهن لبعض، وفي ذلك راحة لأزواجهن، فإن تباغض الضرائر بسبب الفوارق في الحسن بينهن ينغص عيش الأزواج، فلذا تشابهن في الحسن والطباع، حتى تصفو الحياة في الجنة، وقيل: إن التساوى بينهن وبين أزواجهن، وذلك أشمل وأكمل، وأبعث على قصر الزوجات أبصارهن على أزواجهن.
وجاء في وصفهن في سورة الصافات قوله - تعالى -: ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ (١). ومعنى (عين): واسعات العيون حسانها، ومفرده عيناء، وقد شبهن ببيض النعامة تكنها النعامة بريشها من الريح والغبار، فلونها أبيض في صفرة، وهو أحسن ألوان النساء (٢)، وجاء في وصفهن أنهن في سن ثلاث وثلاثين سنة، والآية في الزوجات الآدميات كما قال ابن عباس:
(٢) وقال ابن عباس وغيره: شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي.