المفردات:
﴿لِلْمَلَائِكَةِ﴾: هم أجسام نورانية قادرة على التشكل لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
﴿بَشَرًا مِنْ طِينٍ﴾: هو آدم - عليه السلام -.
﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾: هذا في البلاغة يسمى تمثيلًا، فلم يكن هناك نفخ، ولا منفوخ، والمقصود: منحته الحياة ببث الروح فيه، وإضافة الروح إلى الله من إضافة المملوك إلى مالكه، كقلمى وكتابى، وليس من إضافة الجزء إلى الكل، وسيأتى إيضاح أكثر في التفسير.
﴿فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ أي: فاسقطوا له ساجدين تحية له.
التفسير
٧١ - ٧٤ - ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾:
شروع في بيان الاختصام والتقاول الذي جرى بين الملأ الأعلى، فهو بدل من "إذ يختصمون" بدل كل من كل، وصح إسناد الاختصام إلى الملائكة لأنه بمعنى القول الذي قالوه بشأن خلقه آدم، وهو قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ (١). وقد قالوا ذلك بعد قوله - تعالى - لهم: ﴿جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾: راجع القصة في تفسيرنا لها في سورة البقرة.
والاختصام وقع بينهم، وبين إبليس وآدم - عليه السلام - وهم الذين عُبِّر عنهم بالملإ الأعلى في الآية السابقة؛ لأنهم كانوا في الجنة وقت الاختصام، فالمقصود من العلو علو المكان لا علو المكانة والمنزلة، وقد يقال: إن إبليس كانت له منزلة عليا لعبادته قبل أن