٣٩، ٤٠ - ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾:
أي: قل لهم أيها الصادق الأمين بعد أن سجَّلوا على أنفسهم باعترافهم بقدرة الله - تعالى - السفه والعناد - قل لهم -: اعملوا على مكانتكم وحالتكم التي أنتم عليها من العداوة التي تمكنت منكم، إني عامل على منهجى وطريقى التي لا تزال تزداد قوة تروع أمنكم، بنصر الله لي وتأييده إياي، إحقاقا للحق وإعلاءً لكلمته، وإذا كنتم الآن من هذا في شك فسوف تعلمون في مستقبل الأيام وعلى امتداد الزمن، وتتابع الأحداث من يأتيه عذاب يخزيه ويذلُّه في الدنيا ويهينه، ويحلُّ عليه في الآخرة عذابٌ مقيم دائم لا ينقطع، وقد صدق فيهم عذاب الدنيا بالقتل والأسر يوم بدر، والذُّل والهوان يوم فتح مكَّة، وينتظرهم في الآخرة عذابٌ أفظع، ونكال أبشع لمن بقى منهم على كفره.
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)﴾
المفردات:
﴿بِالْحَقِّ﴾: متلبسًا بالصدق.
﴿بِوَكِيلٍ﴾: مسلَّط تجبرهم على الهداية.
التفسير:
٤١ - ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾:
تتجه هذه الآية إلى تقرير أمر الرسالة، وإنزال القرآن الكريم، وما يحتويه من