١٧ - ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾:
بعد ما يقر الخلائق بأن الملك يوم القيامة لله الواحد القهار، يجابون من قبل الله على ألسنة الملائكة: اليوم تجزى كل نفس بما كسبته في دنياها، الحسنة بعشر أمثالها إلى ما شاء الله، والسيئة بمثلها، لا ظلم اليوم في محكمة العدل الإلهى، ولا بطء في صدور الأحكام، إن الله سريع الحساب، لا يشغله حساب أحد عن حساب آخر، ولا حساب أمة عن حساب أخرى، فإنه - تعالى - ليس محتاجا إلى تذكر أعمال العباد أو الاطلاع عليها في كتب أعمالهم، فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم في ساعة واحدة، فكل واحد منهم يتلقى كتاب عمله، ويرى فيه حسناته وسيئاته والحكم الذي صدر له أو عليه، قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ (١) كما أنه تعالى ليس محتاجا إلى شهود ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٢). نسأل الله الأمان في ذلك اليوم الرهيب.
﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠)﴾
المفردات:
﴿يَوْمَ الْآزِفَةِ﴾: يوم القيامة، سمى بالآزفة لقربه، من أزف الشيء يأزَفُ أزَفًا إذا قرب، فهو من باب تعب.
﴿كَاظِمِينَ﴾: كاتمين مع الضيق.

(١) سورة الإسراء الآيتان: ١٣، ١٤.
(٢) سورة النور الآية: ٢٤.


الصفحة التالية
Icon