المفردات:
﴿سَخَّرَ﴾: ذَلَّل، والتسخير - على ما قاله الراغب -: سياقه الشيء إلى الغرض المختص به قهرًا.
﴿وَأَسْبَغَ﴾: أتم وأكمل.
﴿نِعَمَهُ﴾: جمع نعمة، وهي: كل نفع قصد به الإحسان.
﴿يُجَادِلُ في اللهِ﴾: يجاور ويخاصم وينازع في توحيد الله وعبادته وصفاته.
﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾: ليس معه من الله برهان، ولا هدى رسول، ولا كتاب مرشد.
﴿اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ الله﴾: على رسوله من الشرائع المطهرة.
﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾، يريدون عبادة ما عبد آباؤهم من دون الله.
التفسير
٢٠ - ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ في اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾:
رجوع إلى سنن ما سلف قبل قصَّة لقمان، من خطاب المشركين وتوبيخهم على إصرارهم على ما هم عليه مع مشاهدتهم لدلائل التوحيد.
والمعنى: قد رأيتم أن الله سخر لكم وذلَّل ما في السموات: الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك، وما في الأرض: البحار والأنهار والثِّمار والمعادن والدَّواب وما لا يحصى وأتم عليكم نعمه الظاهرة منها، وهي ما تُعْلَم بالمشاهدة، كغلبة الإِسلام والنُّصرة على الأعداء وحسن الصورة وامتداد القامة وتسوية الأعضاء والسمع والبصر واللسان وسائر الجوارح، والباطنة: وهي ما لا تعلم إلاَّ بدليل، أو لا تعلم أصلًا، مثل: المعرفة والقلب، والعقل والفهم. وكم في بدن الإنسان وحياته من نعمة لا يعلمها ولا يَهتدي إلى العلم بها، وصدق الله: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ (١).