(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ) أي: بئس أن يسمى المسلم كافرًا أو زانيًا بعد إيمانه.
التفسير
١١ - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ... ) الآية:
من أهداف الإِسلام العظمى أن يجعل المؤمنين مجتمعا فاضلا يقوم على مكارم الأخلاق، وقد اشتملت هذه الآية على آداب رشيدة من دستور الإِسلام الخلقي، وبيان ذلك فيما يلي:
نهى الله المؤمنين في صدر هذه الآية عن سخرية بعضهم ببعض، والاستهزاء بهم، والقوم يطلق على الرجال بخاصة، وقد يدخل النساءُ في القوم مجازًا، ولكن الله شاءَ أن يعني بهذه النسخة، فنهى النساء عنها نهيًا مستقلا عن نهى الذكور لكثرة وقوعها بينهن.
سبب نزول الآية:
اختلف فيه، فقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم الذين تقدم ذكرهم في تفسير أول السورة، استهزءُوا بفقراء الصحابة مثل عمَّار وخباب وابن فهيرة، وبلال وصهيب وسلمان الفارسي، وسالم مولى أَبي حذيفة وغيرهم حين رأوا رثاثة حالهم، فنزلت في الذين آمنوا من هؤلاء المستهزئين.
وقيل: نزلت في عكرمة بن أبي جهل حين قدم المدينة مسلمًا، وكان المسلمون إذا رأَوه قالوا: ابن فرعون هذه الأُمة، فشكا ذلك إلى رسول الله ﷺ فنزلت، وقيل غير ذلك.
وسواءٌ كان السبب هذا أَو ذاك أو غيرهما، فالمراد أَن لا يقدم أحد من الرجال أَو النساء على الاستهزاء ممن يقتحمه بعينه إذا رآه رث الهيئة أَو ذا عاهة في بدنه أو غير ذلك، فلعله أَخلص ضميرًا وأنقى قلبًا ممن هو على ضد صفته، فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله.