(لهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ): لها طلع منضود بعضه فوق بعض.
(كَذَلِكَ الْخُرُوجُ): مثل ذلك خروجكم للبعث من قبوركم.
التفسير
٦ - (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ):
جاءت هذه الآية والآيات النى بعدها لتعيب على المشركين شركهم واضطرابهم في أمر الحق الذي جاء به محمد - ﷺ - عن ربه، ومنه البعث والنشور - تعيب عليهم ذلك - مع وجود الآيات الكيوية الدالة على توحيد الله وإمكان البعث وهم غافلون عنها.
ولقد أشارت هذه الآية إلى أَن لله سماء، ولهذه السماء زينة، فأما الزينة فهي الكواكب التي يرونها متلألئه في الفضاء، دائرة فيه بقدرة الله - تعالى - وأما السماة الحقيقية فهي محجوبة عنا؛ لأنها من شأن الله، ولسنا بحاجة إلى معرفة حقيقتها ووظائفها، فهي من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وفي ذلك يقول الله - تعالى - في سورة الصافات: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ (١)، ويقول في سورة فصلت: ﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ (٢)، ويقول في سورة الملك: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ (٣) ثم يقول فيها: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ (٤) إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بأَن لله سبع سموات، وأن الكواكب زينة للسماء الأولى منها، ولا شك أَن الزينة غير المزيَّن، فهي أمر زائد على الذات.
ومعلوم أَن طبقات الكواكب وسُدُمها ليست سبعًا، بل هي ملايين الملايين، وأن الرسول - ﷺ - ليلة المعراج عُرج به إلى تلك السموات لا إلى الكواكب.
(٢) من الآية رقم: ١٢.
(٣) من الآية رقم: ٣.
(٤) من الآية رقم: ٥.