٢ - ﴿وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾:
ويقسم الله بكتاب مسطور، أي: مكتوب على وجه الانتظام؛ فإنَّ السَّطر ترتيب الحروف المكتوبة، والمراد به على ما قاله الفرَّاءُ: الكتاب الذي تكتب فيه الأعمال ويُعطاه العبد يوم القيامة بيمينه أو شماله، وهو المذكور في قوله - تعالى -: ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ (١) وقيل: هو اللَّوح المحفوظ، وقيل: هو القرآن وغيره من الكتب السماوية المنزلة المكتوبة في صحف مُيسرة للقراءة يقرؤها الناس جهارًا ولهذا قال: ﴿فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾.
٣ - ﴿فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾:
ويقسم - سبحانه - وتعالى بالرّق المنشور، والرّق: ما يكتب فيه جلدا أو غيره، ونشره: بسطه وظهوره للناس يرجعون إليه ويهتدون بهديه ويقرأونه بسهولة ويسر.
وقيل: وصفه بالنشر والظهور للإشارة إلى صحّة الكتاب وسلامته من الخطأ حيث جُعل مُعرَّضًا لنظر كل ناظر مع الأمن عليه من الاعتراض لسلامته.
٤ - ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾:
ويقسم الله - تعالى - بالبيت المعمور، قال ابن كثير: ثبت في الصَّحيحين أن رسول الله - ﷺ - قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته للسَّماء السَّابعة: "ثُمَّ رُفع بي إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه": فهو في السماء يتعبّد فيه الملائكة ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، وقال الحسن: هو الكعبة وعمرانها بالمُجاورين عندها والحجّاج إليها.
٥ - ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ﴾:
ويقسم الله - تعالى - بالسقف المرفوع وهو السماء كما رواه جماعة وصحّحه الحاكم عن علي - كرم الله وجهه - وبه قال سفيان وتلا قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ (٢).

(١) سورة الإسراء، من الآية: ١٣.
(٢) الأنبياء، الآية: ٣٢.


الصفحة التالية
Icon