أفعال كثيرة كل منها يحتاج إلى حراسة منه - عَزَّ وَجَلَّ - ثم قال: ومن نظر بعين بصيرة علم من الآيتين الفرق بين الحبيب والكليم - عليهما أفضل الصلاة والتسليم - وفي هذا وعد للرسول - ﷺ - بالنصر والحفظ والرعاية، وبشارة للمسلمين بالظفر والأمان.
﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ أي: نزه ربَّك وقدِّسه، قال عون بن مالك وابن مسعود وغيرهما: المراد: يسبح الله حين يقوم من مجلسه فيقول: سبحان الله وبحمده، أو سبحانك اللهم وبحمدك، فإن كان المجلس خيرًا ازددت ثناءً حسنًا، وإن كان غير ذلك كان كفارة له، ودليل هذا ما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلَّا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" وقيل: المعنى: حين تقوم من منامك، قال حسان بن عطية: ليكون متفتحًا لعمله بذكر الله، وقال الكلبي: واذكر الله باللسان حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل الصلاة وهي صلاة الفجر، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - ﷺ - كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: "اللهم لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، وأنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنَّار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وأسررت وأعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلَّا أنت ولا إله غيرك" متفق عليه.
وعن ابن عباس أيضًا أنه - ﷺ - كان إذا استيقظ من الليل مسح النوم عن وجهه، ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران.