﴿يُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى﴾ بأن يقولوا: إنَّهم بنات الله، ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يقُولُونَ عُلوًّا كَبِيرًا﴾.
﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾: ما يتبعون إلا التوهم الباطل.
﴿لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾: لا ينفع الظن من الحق شيئًا من النفع.
﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا﴾: اترك ولا تهتم بمن أعرض عن قرآننا.
التفسير
٢٦ - ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾:
بهذه الآية يوبخ الله من عبد الملائكة والأصنام، وزعم أن عبادتهم تقرب إلى الله تعالى، فقد نبهت ودلت على أن الملائكة مع كثرة عبادتهم وكرامتهم على الله لا تملك أن تشفع إلا لمن أذن الله - تعالى - أن يشفعوا له من عباده ممن يستحق الشفاعة من الموحدين فكيف تطمعون أن يشفعوا لكم؛ لأنكم تعبدونهم؟ وإذا كانت الملائكة المقربون إلى الله لا تشفع لكم فكيف تطمعون في شفاعة الأصنام أيها المشركون.
ومعنى الآية على هذا: وكثير من الملائكة لا تنفع شفاعتهم شيئًا من النفع لأحد من عباده المذنبين إلا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاؤه من عباده ويرضاه أهلا للشفاعة من أهل التوحيد، وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فالله لا يأذن لأحد من الملائكة في الشفاعة لهم، أو لا تكون منهم شفاعة أصلًا إلا من بعد أن يأذن الله... الخ. وأجاز بعضهم أن يكون معنى الآية: وكثير من الملائكة لا تنفع شفاعتهم إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاؤُه منهم بالشفاعة، ويراه أهلا لها.
٢٧، ٢٨ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (٢٧) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾: