٢ - وآخرين عن يسار العرش ويؤتون كتبهم بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال وهم عامة أهل النار.
٣ - وطائفة يُساقون بين يديه - عزّ وجل - وهم أخصّ وأحظى وأقرب من أصحاب اليمين، فيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء.
وهكذا قسّمهم إلى هذه الأنواع الثلاثة في آخر السورة وقت احتضارهم، وذلك إشارة إلى قوله - تعالى - في آخر السورة ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)﴾ (١) إلخ.
٨، ٩ - ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾:
شروع في تفصيل للأزواج الثلاثة مع الإثارة الإجمالية إلى أحوالهم قبل تفصيلها، والدائر على ألسنة المفسرين أن أصحاب الميمنة مبتدأ خبره جملة ما أصحاب الميمنة والرابط الظاهر القائم مقام الضمير في قوله - تعالى -: ﴿مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ وكذا يقال في قوله - تعالى -: ﴿وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾.
والأصل في الموضعين ما هم؟ أي. أي شيء هم في حالهم وصفتهم، والمراد تعجيب السامع لشأن الفريقين في الفخامة والفظاعة، كأنه قيل: فأصحاب الميمنة هم في غاية من حسن الحال وما أعظم مكانتهم، وأصحاب المشأمة هم في نهاية سوء الحال وما أسوأ مكانتهم، واختلفوا في الفريقين:
١ - فقيل أصحاب الميمنة: أصحاب المنزلة السّنية. أصحاب المشأمة أصحاب المنزلة الدنية.
٢ - وقيل: الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم، والذين يؤتونها بشمالهم.

(١) سورة الواقعة الآيتان: ٨٨ و٨٩.


الصفحة التالية
Icon