* ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠)﴾
المفردات:
﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾: بمساقطها ومغاربها، وقيل غير ذلك، وسيأتي في التفسير.
﴿مَكْنُونٍ﴾: مصون ومحفوظ.
التفسير
٧٥ - ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾:
لما ذكر الله - سبحانه - في الآيات السابقة جزاء كل من السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وما يلقونه من نعيم تتفاوت درجاته وتتباين منازله حسب مقام كل من الطائعين، وما يناله ويعانيه أهل الشقاء وأصحاب الشمال من عذاب مقيم فيه شدة عليهم وإيلام بهم جزاء ما كانوا يعملون في الدنيا من كفر وعصيان ونكران ليوم يبعث الله فيه عباده للحساب، لما ذكر ذلك جاء قوله - تعالى -: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ وما بعده من الآيات للتأكيد على أن القرآن الكريم الذي ذكرت فيه تلك الأمور هو من عند الله - جل شأنه - وفي قوله - تعالى -: ﴿فَلَا أُقْسِمُ﴾ حلف وقسم بناء على أن (لا) جاءت في النظم الكريم لتأكيد القسم وتقويته، نظير ذلك قوله - تعالى -: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾ (١) أي: ليعلم أهل الكتاب، ويتلاقى مع هذا الرأى قراءة الحسن ﴿فَلأُقْسِمُ﴾ نقول: هذا ما يقتضيه سياق الآيات وما عليه جمهور المفسرين، وذهب بعضهم إلى أن (لاَ) نفى وردّ

(١) سورة الحديد من الآية: ٢٩.


الصفحة التالية
Icon