عليكم المطر فأنبت لكم به الزرع وأدرَّ به الضرع، وأطفأ ظمأكم، أحياكم به كما أحيا الأرض بعد موتها، وتنسبون ما حل بكم من عظيم فيضه إلى النجوم والأنواء فتقولون: مطرنا بنوء كذا (١).
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما: عن زيد بن خالد الجهني قال: "صلى رسول الله - ﷺ - الصبح في الحديبية في إثر سماء (بعد مطر) وكانت من الليل، فلما سلم أقبل علينا فقال: "هل تدرون ما قال ربكم في هذه الليلة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم فقال: قال: (ما أنعمت على عبادى نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين، فأما من آمن بي وحمدنى على سقياى فذلك الذي آمن بي وكفر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك الذي آمن بالكوكب وكفر بي).
﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٨٧)﴾
المفردات:
﴿الْحُلْقُومَ﴾: تجويف خلف تجويف الفم (٢).
﴿غَيْر مَدِينِينَ﴾: غير مربوبين لله من دان السلطان الرعية إذا ساسهم وتعبدهم وقيل: غير ذلك وسيأتي.
وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها، وقيل إلى الطالع؛ لأنه في سلطانه، نهى الإِسلام عن ذلك؛ لأن ذلك شأن الله وحده.
(٢) وفيه ست فتحات، فتحة الفم الخلفية، وفتحتا المنخربن، وفتحتا الأذنين، وفتحة الحنجرة وهي مجرى الطعام والشراب والنفس - من المعجم الوجيز - مجمع اللغة العربية.