﴿الظَّاهِرُ﴾: الذي يعرف بالأدلة الدالة عليه.
﴿الْبَاطِنُ﴾: الذي لا تدرك حقيقته ولا تحوم العقول حوله.
﴿يَلِجُ﴾: يدخل.
﴿يَعْرُجُ﴾: يصعد.
﴿يُولِجُ﴾: يُدخل.
التفسير
١ - ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾:
التسبيح: هو تنزيه الله - تعالى - اعتقادًا وقولًا وعملًا عمّا لا يليق بجنابه - سبحانه - وأسند التسبيح إلى ما في السموات والأرض؛ ليعم جميع ما فيهما من الموجودات عقلاء وغيرهم فتسبيح العقلاء يكون بلسان المقال، فإنهم ينزهونه ويقدسونه بألسنتم كما ينزهونه - بقلوبهم وأعمالهم، أما بالنسبة لغير العقلاء فإن تسبيحهم يكون بلسان الحال أي: إن حدوث هذه الموجودات على ما هي عليه من إبداع وإتقان يدل على الصانع الواجب الوجود المتصف بكل كمال المنزه عن كل نقص، وذهب بعضهم إلى أن التسبيح على حقيقته في الجميع العاقل وغيره، وأن كل مخلوق يسبِّحه تسبيحًا قوليًّا مستدلين على ذلك بقوله - تعالى -: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ (١).
وافتتحت سورة الإسراء بالمصدر ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى﴾... " وبعض السور بالفعل الماضي ﴿سَبَّحَ﴾ كسورة الحديد، وسورة الحشر وغيرهما، وبعضها بالفعل المضارع ﴿يُسَبِّحُ﴾ كسورة الجمعة، والتغابن، وبعضها بفعل الأمر ﴿سَبِّحْ﴾ كسورة الأعلى ليشعر استيعاب هذه الكلمة لجميع ما تدل عليه من المصدر والفعل بأن المخلوقات من لدن إخراجها من العدم إلى الوجود إلى الأبد مسبحة مقدسة لذاته - سبحانه وتعالى - في كل الأزمان قولًا وفعلًا،