﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾: وانتظرتم بالرسول وبالمؤمنين شرًّا.
﴿وَارْتَبْتُمْ﴾: وشككتم في أمر الدين.
﴿وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ﴾: وخدعتكم الأباطيل والآمال الكاذبة.
﴿فِدْيَةٌ﴾: فداء، وهو ما يبذل لحفظ النفس عند النائبة والمصيبة.
﴿مَأْوَاكُمُ النَّارُ﴾: مقامكم ومنزلكم.
﴿هِيَ مَوْلَاكُمْ﴾: هي حق وأولى بكم، أو هي التي تتولى أمركم.
﴿وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾: وساءت النار مرجعًا ومصيرًا لكم.
التفسير
١٢ - ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ... ﴾ إِلخ الآية:
الرؤية في قوله - تعالى -: ﴿تَرَى﴾ بصرية، والخطاب لرسول الله - ﷺ - أو لكل من تتأتى منه الرؤية، أي: اذكر لهم - يا محمد - ذلك تفخيمًا لشأن هذا اليوم وزيادة في إدخال الإيناس والاطمئنان على قلوب المؤمنين ليفرحوا بما أعد لهم من السعادة والفوز، اذكر لهم يوم ترى أنوار المؤمنين والمومنات تتلألأ من أمامهم وعن أيمانهم ليستضيئوا بها على الصراط.
أخرج ابن أبي شيبة وغيره والحاكم وصححه عن ابن مسعود، أنه قال: "يؤتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة وأدناهم نورًا من نوره على إبهامه يُطْفأُ مرة ويَقِد أُخرى"، وظاهره أن هذا النور يكون عند المرور على الصراط، وقيل: يكون قبل ذلك ويستمر معهم إذا مروا على الصراط، المراد: أنه يكون لهم في جهتين جهة الأمام وجهة اليمين؛ لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين، أما الأشقياء فإنهم يؤتونها من شمائلهم ومن وراء ظهورهم، وهل هذا النور خاص بمؤمني الأُمة الإِسلامية أو هو عام لكل مؤمن؟ والظاهر أَنه عام، إلَّا أَنه يمكن أن يقال: