﴿وَأَمْلَى لَهُمْ﴾: أمهلهم ومد في الأمانى.
﴿أَسْخَطَ اللَّهَ﴾: أوجب غضبه وعقابه.
﴿فَأَحْبَطَ﴾: أبطل وأذهب.
﴿أَضْغَانَهُمْ﴾: أحقادهم جمع ضغن.
﴿بِسِيمَاهُمْ﴾: بعلامتهم المميزة لهم.
﴿لَحْنِ الْقَوْلِ﴾: فحواه ومعاريضه من لحنت له، بمعنى قلت له قولًا فهمه عني وخفى على غيره، وفيه: لحِن - بالكسر - من باب طرب بمعى فطن، ولحنَ - بالفتح - من باب نفع بمعنى أخطأ.
التفسير
٢٥ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾:
هذه الآيات امتداد للحديث عن مرضى القلوب ضعاف الإيمان، تكشف دخائلهم، وتفضح سرائرهم، وتهددهم بإظهار أمرهم، وسوء عاقبتهم، قال الآلوسي: وفي إرشاد العقل السليم: هم المنافقون الذين وصفوا فيما سبق بمرضى القلوب وغيره من قبائح الأحوال فإنهم قد كفروا به - عليه الصلاة والسلام - وقال ابن عباس وغيره: نزلت في منافقين كانوا قد أسلموا ثم نافقت قلوبهم، وما قاله ابن عباس لا يخالف ما جاء في إرشاد العقل السليم الذي تقدم ذكره، فهم جميعًا ارتدوا عن الإسلام، وهم جميعًا مرضى القلوب الذين سبق وصفهم بقبائح الأعمال، وقيل: هم اليهود، وقيل: هم أهل الكتاب جميعًا.
والمعنى: إن الذين رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر وارتكاب المعاصي، وإشاعة الفساد من بعد ما تبين لهم الهدى، واتضح أمامهم السبيل والقصد، والسلوك السوى بالدلائل الباهرة، والمعجزات القاطعة القاهرة - إنهم - وقعوا في حبائل الشيطان الذي سهل لهم سبل الغواية، ويسر أسباب الكفر، وأمهلهم في هذا السبيل، ومد لهم فيه ما شاء من إضلال وإغواء، وما شاءوا من قبائح وجوامح أهواء.


الصفحة التالية
Icon