والتي قابلت الهداية الإلهية بالتمرد والعصيان، والجحود والكفران ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال " يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. إذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ".
وأما (سورة البقرة) فقد أطلق عليها هذا اللقب، أخذا من المعجزة التي أيد الله بها نبيه موسى الكليم عندما قتل إسرائيلي أحد أقربائه رغبة في إرث ماله، ولم يعرف من هو القاتل، بالرغم من جميع الوسائل، فأوحى الله إلى موسى أن يأمر بني إسرائيل بذبح بقرة وضرب القتيل بعضو منها، فتعود إليه الحياة بأمر الله، ويكشف بهذه الطريقة عن هوية القاتل، ويكون ذلك معجزة لموسى الكليم تضاف إلى معجزة العصا التي اشتهرت باسم (عصا موسى)، وإلى هذه القصة تشير الآيات الواردة في هذه السورة حيث تقول: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ - إلى قوله تعالى: