الربع الثالث من الحزب الأول
في المصحف الكريم (ت)
عباد الله
في حصة هذا اليوم، نتناول الربع الثالث من الحزب الأول في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ونهاية قوله تعالى: ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
والحديث في هذا الربع متجه إلى بني إسرائيل المقيمين بالمدينة وما حولها، فقد كانت جالية كبيرة منهم تعايش الرسول وأصحابه المهاجرين والأنصار خلال الفترة التي تلت الهجرة النبوية، وكان لها نشاط هدام يتطلب من الإسلام يقظة وحذرا بالغين، وعن طريق هؤلاء يتجه الحديث في الحقيقة إلى جميع بني إسرائيل في العالم، وإلى الكتابيين جميعا.
فبعدما استغربت الآيات الكريمة موقفهم من الإسلام والقرآن، وأشارت إلى أن اعتراف الدعوة الإسلامية برسالة موسى الكليم كان يقتضي مبادرتهم إلى تصديق هذه الدعوة والدخول تحت لوائها، وأن المعقول والمنتظر منهم هو أن يكونوا أسبق الكتابيين إلى الإيمان بالقرآن، لا أول الكافرين به كما ارتضوا ذلك لأنفسهم،