والثاني لعلم العربية.
والثالث للتدريب في الحُسْبَانِ.
فلم يأت على ابتداء الأشد في العام السادس عشر من العدد، إلا وأنا قد قرأت من أحرف القرآن نحواً من عشرة، بما يتبعها من إدغام، وإظهار، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد، وتحريك، وتسكين، وحذف، وتتميم، وترقيق، وتفخيم.
وقد جمعت من العربية فنوناً، وتصرفت فيها تمريناً، منها كتاب "الإيضاح" للفارسي (١)، والجمل (٢)، وكتاب النّحاس (٣)، و "الأصول"

(١) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفَارِسِي، أحد أئمة اللغة، ولد في "فسا" ببلاد الفرس، اتهم بالاعتزال والتشيع والله أعلم بحاله، توفي سنة: ٣٧٧، أما كتابه الإيضاح فقد طبع بمصر سنة ١٩٦٩ بتحقيق الأستاذ حسن شاذلي فرهود. طبقات النحويين للزبيدي: ١٢٠، إنباه الرواة للقفطي: ١/ ٢٧٣ - ٢٧٥، معجم الأدباء لياقوت الحموي: ٧/ ٢٣٢ - ٢٦١، وانظر كتاب "أبو علي الفارِسِي حياته وآثاره" لعبد الفتّاح شَلَبي.
(٢) كتاب الجُمَل للزجَّاجِيّ وهو عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي، شيخ العربية في عصره توفي في طَبَرِيَّةَ سنة: ٣٣٧.
وقد اهتم الأندلسيون بكتاب "الجُمَل" وكتبوا عليه عدة شروح، انظر: تاريخ العلماء النحويين للتنوخي: ٣٦، طبقات النحويين للزبيدي: ١١٩، نزهة الألباء لابن الأنباري: ٢٠٦، إنباه الرواة للقفطي: ٢/ ١٦٠، وفيات الأعيان لابن خلكان: ٣/ ١٣٦.
(٣) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، مفسر ونحوي ولغوي، أخذ عن الأخفش =


الصفحة التالية
Icon