وقالوا: مثل نوره يعني في قلب المؤمن (١)، تأكيداً للمعنى المذكور، ولا يستقيم التنوير بالهدى إلا بعد العلم والعقل، ونهايته اليقين، ومن شروطه العمل الصالح.
فقال قوم: نَوَّرَ السموات بالعقل، وقيل بالعلم، وقيل باليقين، وقيل بالقبول، ويرجع معناه إلى أهل السموات والأرض، وكلها ترجع إلى هادي لاستعمام الهدى لذلك كله، ولكل نور من هذه الأنوار مطرح شعاع، ومنتهى استضاءة، فالنهايات فيها هو الكمال، والتقصير عنها هو النقصان، ويكون ذلك على وجه لا يعترض على الأصل، وقد يعترض عليه.
ومنه قوله- ﷺ -: "لَا يَزْنِي الزانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِن" (٢).

= مكناس): ٧١/ ب. ونلاحظ أن ابن العربي قد أثبت في كتابه "الأمد الأقصى صفة النور لله كما هو مذهب السلف، أما هنا "بقانون التأويل" فقد تَأثر بالمعطلة في حملهم للنور على المجاز، وهذا التفسير فيه غرابة وبعد عن الحقيقة، وإلا فإن "النور" جاء في أسمائه تعالى وتلقته الأمة بالقبول، وأثبتوه في أسمائه الحسنى، ولم ينكره أحد من السلف ولا أحد من أئمة أهل السنة.
ولمعرفة أدلة أهل السنة بالتفصيل، انظر: ابن قيم الجوزية في مختصر الصواعق المرسلة: ٢/ ١٨٨ - ٢٠٤.
(١) هذا هو القول المعتمد عند المفسرين، انظر: ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن: ٣٢٨.
(٢) جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في المظالم: ٥/ ٨٦، ومسلم في الإيمان رقم: ٥٧، وأبو داود في سننه رقم: ٤٦٨٩، والنسائي في قطع يد السارق: ٨/ ٦٤، وابن ماجه في الفتن رقم: ٣٩٨٤ (ط: الأعظمي).


الصفحة التالية
Icon