قال أبو علي (١) : من قرأ "فناداه"، فهو كقوله: ﴿وقال نسوة﴾ (٢) [يوسف: ٣٠].
وقال غيره: الذي ناداه: جبريل، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود: "فناداه جبريل" (٣)، فيكون الجمع على قراءتهما للتعظيم، أو لبيان أن النداء جاء من ذلك الجنس، كما تقول: ركبت السفن.
وسُمِّيَ المحراب محراباً؛ لشرفه، كما ذكرنا، أو لمحاربة الشيطان فيه.
﴿أَنَّ الله﴾ قرأ ابن عامر وحمزة: "إن الله" بكسر الهمزة على إضمار القول، أو لأن النداء في معنى القول. وقرأ الباقون بالفتح (٤)، على معنى: نادته بأن الله. فلما حذف الحرف الجار وصل الفعل فنصب.
قرأ حمزة: "يَبْشُرُكَ" بالتخفيف في كل القرآن، إلا في قوله: ﴿فَبمَ تُبَشِّرُونَ﴾ [الحجر: ٥٤].
ووافقه الكسائي على التخفيف في خمسة مواضع: في آل عمران موضعان، وفي "سُبْحَانَ" موضع، وفي الكهف موضع، وفي الشورى موضع (٥)، وشدَّد ذلك
(٢) الحجة للفارسي (٢/١٨).
(٣) انظر: الطبري (٦/٣٦٤).
(٤) الحجة للفارسي (٢/١٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ١٦٢)، والكشف (١/٣٤٣)، والنشر (٢/٢٣٩)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ١٧٤)، والسبعة في القراءات (ص: ٢٠٥).
(٥) في آل عمران عند الآية: ٣٩ و ٤٥. وفي الإسراء عند الآية: ٩. وفي الكهف عند الآية: ٢. وفي الشورى عند الآية: ٢٣.