وقال الأوزاعيّ: قامت في الصلاة حتى تورّمت قدماها وسالتا دماً وقيحاً (١).
قوله: ﴿ذلك﴾ إشارة إلى ما اقتصه على نبيّه - ﷺ -، من أخبار زكريا، ويحيى، ومريم، وعيسى.
﴿من أنباء الغيب﴾ أي: مما غاب عنك يا محمّد علمه.
﴿نوحيه إليك﴾ أي: نلقيه عليك بإرسال جبريل إليك، ﴿وما كنت لديهم﴾ أي: ما كنت حاضراً عندهم، ﴿إذ يلقون أقلامهم﴾ وهي التي يكتبون بها. وقيل: عصيّهم، ﴿وما كنت لديهم إذ يختصمون﴾ أيهم يكفل مريم تنافساً فيها.
فإن قيل: معلومٌ قطعاً أنه لم يكن عندهم، فما الفائدة في الإخبار عن ذلك؟
قلت: إقامةُ الحُجَّة على الكفار برسالة محمد - ﷺ -، لأنّ طريق العلم بالشيء، إما الرؤية أو السماع، وقد علموا قطعاً أن محمداً لم يكن من أهل الكتاب، ولا متشاغلاً بسماع العلم ولا دراسته، ولا كان حاضراً عند أسلافهم.
فإذا حدّثهم بما لا يعلمه إلاّ الراسخون في العلم منهم، من أنباء أنبيائهم وقصص أسلافهم، ظهرت الحُجَّة عليهم بأنه بطريق الوحي.
فإن قيل: لم سمّي عيسى المسيح؟
قلت: فيه أوجه:
أحدها: أنه لم يمسح ذا عاهة إلا برأ (٢). ففعيل هنا في تأويل فاعل.

(١)... أخرجه الطبري (٣/٢٦٥) والثعلبي (٣/٦٧)، . وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/١٩٥) وعزاه لابن جرير.
(٢)... الوسيط (١/٤٣٧-٤٣٨)، وزاد المسير (١/٣٨٩).


الصفحة التالية
Icon