السماء غيرُ عاصم له من الموت المحتوم على أولاد آدم.
قوله: ﴿ورافعك إليّ﴾ قال سعيد بن المسيب: رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة (١).
وقال غيره: حملت به مريم وهي ابنة ثلاث عشرة سنة، وولدته ببيت لحم من أرض أُوْرِي شَلَّمْ (٢) لمضي خمس وستين سنة من غلبة الإسكندر على أرض بابل، وأوحي إليه على رأس ثلاثين سنة، ورُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين، فكانت نبوته ثلاث سنين (٣).
قال مقاتل (٤) : رفع من بيت المقدس ليلة القدر في رمضان.
وعاشت أمه مريم بعد رفعه ست سنين (٥)، ولما صُلِب شَبَهُهُ جاءت مريم تبكي عنده، فجاءها عيسى فقال: عَلامَ تبكين؟ قالت: عليك، فقال: إن الله

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/٥٩٠، ٧/٣٨٨)، والحاكم (٣/٣٠٢). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/٢٢٦) وعزاه لابن سعد وأحمد في الزهد والحاكم.
(٢) هو اسم بيت المقدس، ومعناه بالعبرانية: بيت السلام (اللسان، مادة: أور).
(٣)... أخرج الحاكم نحوه (٢/٦٥١) عن وهب. وذكره الثعلبي في تفسيره (٣/٨٠)، وذكره أيضاً في عرائس المجالس (ص٤٠٢-٤٠٣)، ونسبه إلى التوراة. وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور (٢/٢٢٥) وعزاه للحاكم عن وهب.
... وفي هامش الأصل: عن ابن عباس: كانت مدة الحمل ساعة واحدة، كما حملته بَزَرَتْهُ. وقيل: ستة أشهر، وقيل: سبعة أشهر، وقيل: ثمانية. ولم يعش مولود وُضع لثمانية إلا عيسى. وقيل: حملته في ساعة، وصُوِّر في ساعة، ووضعته في ساعة. هذا ذكر في سورة مريم [انظر: الآية رقم: ٢٢].
(٤)... تفسير مقاتل (١/١٧٣).
(٥)... تفسير الثعلبي (٣/٨٠)، وزاد المسير (١/٣٩٧).


الصفحة التالية
Icon