منصوباً بمضمر (١) يفسره "نتلوه".
﴿من الآيات﴾ وهي الدلالات على صدقك، وصحة نبوتك، ﴿والذكر الحكيم﴾ هو القرآن المحكم في نظمه، ومعانيه.
وقيل: الذكر الحكيم: اللوح المحفوظ، وهو دُرَّة بيضاء معلَّقة بالعرش.
إن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِن اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
وقد روي عن الحسن البصري قال: جاء راهبا نجران (٢) إلى رسول - ﷺ - فعرض عليهما الإسلام، فقالا: إنا قد أسلمنا قبلك، قال: كذبتما، يمنعكما من ذلك ثلاث: أكلكما الخنزير، وعبادتكما الصليب، وقولكما: لله ولد. قالا: فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿إن مثل عيسى عند الله... -إلى قوله:- فلا تكن من الممترين﴾ (٣).

(١)... انظر: التبيان (١/١٣٧)، والدر المصون (٢/١١٧).
(٢)... وهما السيد والعاقب؛ كما في الدر المنثور (٢/٢٢٨) عن ابن عباس وقتادة والسدي وغيرهم.
(٣)... أخرجه ابن أبي حاتم (٢/٦٦٤)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ١٠٦-١٠٧). وذكره السيوطي في لباب النقول (ص: ٥٢) وعزاه لابن أبي حاتم.


الصفحة التالية
Icon