للجزم، وصارت الهاء في موضع لام الفعل، وحلّت محلها، فأسكنت كما تسكن لام الفعل.
ألا ترى أنهم قد قالوا: لم يَقْرْ فلان القرآن، فحذفوا حركة الهمزة للجزم وأبدلوا من الهمزة الساكنة ألفاً لانفتاح ما قبلها، ثم حذفوا أيضاً الألف للجزم، كذلك حذفوا الباء قبل الهاء للجزم، وأسكنوا الهاء للجزم، إذ حلت محل لام الفعل.
وليست هذه العِلَّة بالقوية.
وفيه عِلَّة أخرى: وذلك أن مِنَ العرب مَنْ يُسكِّن هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها، فيقولون: ضَرَبْتُهْ ضرباً شديداً. يحذفون صلتها، ويُسكِّنونها كما يفعلون بميم الجمع، فالهاء إضمار والميم إضمار، فجريا مجرىً واحداً في جواز الإسكان. وقد كان يجب أن يكون الحذف مع الهاء أقوى منه مع الميم، لأن صلة الميم أصل من الاسم المضمر، وصلة الهاء إنما هي تقوية، فإذا حسن حذف ما هو أصل، فحذف ما هو غير أصل أقوى. وهذا الوجه أقوى من الأول على ضعفه أيضاً.
وحُجَّة مَن قرأ بالكسر من غير ياء: أنه أجرى على أصله، قبل الجزم.
وحُجَّة من وصل بياء: أن الهاء حرف ضعيف خفي، فقوي بالياء في الكسر، وبالواو في الضم (١).
والسبعة وجمهور القرّاء على ضم الدال من "دُمْتَ"، وهي لغة أهل الحجاز (٢)،
(٢)... انظر: الدر المصون (٢/١٤٣).