لأنها من دَامَ يَدُومُ.
وقرأ يحيى بن وثَّاب (١) :"دِمْت" -بكسر الدال- من دَامَ يَدَامُ، مثل: خَافَ يَخَافُ، وهَابَ يَهَابُ (٢).
﴿ذلك﴾ إشارة إلى ترك الأداء بسبب قولهم: ﴿ليس علينا في الأميين﴾، أي لا يتطرق علينا إثم، ولا ذم بما نختان من أموال العرب، يشيرون بذلك إلى استحلالهم أموال المسلمين، ومَن خالفهم من العرب.
﴿ويقولون على الله الكذب﴾ وهو قولهم: "ليس علينا في الأميين سبيل"، ﴿وهم يعلمون﴾ أنهم كاذبون، لأنهم قرؤوا في التوراة لزوم الوفاء، وأداء الأمانة.
قوله: ﴿بلى﴾ رَدٌ عليهم، وإثبات من الله لما نفوه من السبيل، وهو وقف تام، ويجوز أن يكون استأنف جملة الكلام بقوله: ﴿بلى من أوفى بعهده﴾ أي بعهد الله.
وقيل: بعهد الموفي.
﴿واتقى﴾ فأدى الأمانة، واجتنب الخيانة، ﴿فإن الله يحب المتقين﴾.
إن الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ اذذب
(٢)... مختصر ابن خالويه من شواذ القرآن (ص: ٢١)، وإعراب القرآن للنحاس (١/٣٤٥)، وهي قراءة شاذة.