وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - ﷺ -: "يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأرْضِ ذَهَباً، أَكُنْتَ مفتدياً بهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ سُئِلْتَ ما هو أَيْسَرَ مِنْ ذلِكَ" (١).
لن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ازثب
قوله تعالى: ﴿لن تنالوا البر﴾ (٢) قال ابن عباس: هو الجنة (٣).
وقال الحسن: المعنى: لن تكونوا أبراراً (٤).
قال القاضي أبو يعلى (٥) : لم يُرِد نفي الأصل، وإنما نفي وجود الكمال (٦).

(١) أخرجه مسلم (٤/٢١٦١ ح٢٨٠٥).
(٢) كتب في هامش الأصل: بلغ محمد بن أحمد قراءة بمسجد الرقي مجلساً رابعاً. وبلغ محمد بن أحمد قراءة بمسجد الرقي مجلساً تاسعاً، مرة ثانية.
(٣) أخرجه الطبري (٣/٣٤٧) عن عمرو بن ميمون والسدي. وابن أبي حاتم (٢/٧٠٣) عن ابن مسعود. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/٢٦٢) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود. ومن طريق آخر عن عمرو بن ميمون والسدي ومسروق.
... وذكره الماوردي (١/٤٠٩) من قول السدي، والواحدي في الوسيط (١/٤٦٣) من قول مسروق وعمرو بن ميمون.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره (١/٣٢٥).
(٥)... محمد بن الحسين بن محمد البغدادي، ابن الفرّاء، أبو يعلى الحنبلي، عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون، صاحب التعليقة الكبرى، والتصانيف المفيدة في المذهب. توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة (سير أعلام النبلاء ١٨/٨٩، والأعلام للزركلي ٦/٩٩).
(٦)... انظر: زاد المسير (١/٤٢٠).


الصفحة التالية
Icon