وقال الزجاج (١) : إجماع النحويين أنه يَقْبحُ أن يُنْسَق باسْمٍ مُظهر على اسم مضمر في حال الخفض إلا بإظهار الخافض؛ كقوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بهِ وَبدَارِهِ الأَرْضَ﴾ [القصص: ٨١].
وَيستقبحُ النحويون: مررت به وزيد، لأن المكني المخفوض حرف مُتَّصِلٌ غيرُ منفصل، فكأنه كالتنوين في الاسم، فَكُرِه أن يعطف اسم يَقُومُ بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه.
وقال أيضاً (٢) : الخفض في "الأرحام" خطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار الشعر، وخطأ في الدين، لأن النبي - ﷺ - قال: "لا تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ" (٣).
قال ابن الأنباري (٤) : إنما أراد حمزة الخبر عن الأمر القديم الذي جرت به عادتهم. فالمعنى: الذي كنتم تسألون به وبالأرحام في الجاهلية.
وقال مكي (٥) : هو قليل في الاستعمال، بعيد في القياس، لأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان، يحسن في أحدهما ما يحسن في الآخر، ويقبح في أحدهما ما يقبح في الآخر، فكما لا يجوز: واتقوا الله الذي تسألون بالأرحام، و "هـ"،

(١) معاني الزجاج (٢/٦).
(٢) أي: الزجاج في معانيه، الموضع السابق.
(٣) أخرجه البخاري (٦/٢٤٥٠ ح٦٢٧٢)، ومسلم (٣/١٢٦٧ ح١٦٤٦).
(٤) انظر: زاد المسير (٢/٣).
(٥) الكشف (١/٣٧٥-٣٧٦).


الصفحة التالية
Icon