فكذلك لا يحسن: تسألون به والأرحام.
قوله: ﴿إن الله كان عليكم رقيباً﴾ أي: حفيظاً يرقب عليكم أعمالكم.
(وءاتوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (٢) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (٣) وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا قوله: ﴿وآتوا اليتامى أموالهم﴾ قال سعيد بن جبير: نزلت في رجل من غطفان، كان معه مال كثير، لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه، فرفعه إلى النبي - ﷺ -، فأنزل الله هذه الآية، فلما سمعها العم قال: سمعنا وأطعنا، نعوذ بالله من الحُوب الكبير (١).
والخطاب بقوله: "وآتوا" للأولياء والأوصياء.
وسَمَّاهم يتامى بطريق المجاز؛ لقرب عهدهم باليتم، ويجوز أن يكون المراد باليتامى: الصغار.
والمراد بإيتائهم أموالهم: حفظها وتنميتها، وكَفّ الأيدي الخاطفة من قضاة السوء وولاته عنها إلى أن يؤتوها سليمة.

(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٥٤). وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٤٦) من قول مقاتل والكلبي، والثعلبي (٣/٢٤٢)، ومقاتل (١/٢١٣-٢١٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٢/٤)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/٤٢٥) وعزاه لابن أبي حاتم.


الصفحة التالية
Icon