﴿ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب﴾ قال السدي: كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من مال اليتيم، ويجعل مكانها المهزولة، ويأخذ الدراهم الجياد [ويطرح] (١) مكانها الزيوف (٢).
وقال غيره: "ولا تتبدلوا الخبيث" وهو الحرام الذي يختزلونه من أموال الأيتام، "بالطيب" وهو الحلال من أموالكم (٣).
﴿ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم﴾ أي: ضامِّين لها إلى أموالكم.
قال السدي: لا تخلطوها بأموالكم، ثم تأكلوها جميعاً (٤).
﴿إنه﴾ يعني: أكل أموالهم، ﴿كان حوباً كبيراً﴾ أي: إثماً عظيماً.
وقرأ الحسن: "حَوباً" بفتح الحاء (٥).
قال ابن قتيبة (٦) : فيه ثلاث لغات: حُوب، وحَوب، وحاب.
قال الفرّاء (٧) : أهل الحجاز يقولون: حُوب -بالضم-، وتميم يقولونه بالفتح.

(١) زيادة من زاد المسير (٢/٥).
(٢) أخرجه الطبري (٤/٢٢٩)، وابن أبي حاتم (٣/٨٥٦). وذكره الماوردي (١/٤٤٧)، والواحدي في الوسيط (٢/٧)، وابن الجوزي في زاد المسير (٢/٥)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/٤٢٦) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه مجاهد (ص: ١٤٣).
(٤) أخرجه الطبري (٤/٢٣٠) عن مجاهد، وابن أبي حاتم (٣/٨٥٦) عن السدي. وذكره الواحدي في الوسيط (٢/٧).
(٥) مختصر ابن خالويه في شواذ القرآن (ص: ٢٤)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ١٨٦).
(٦) تفسير غريب القرآن (ص: ١١٨).
(٧) لم أقف عليه في معاني الفراء. وانظر قول الفراء في: زاد المسير (٢/٥).


الصفحة التالية
Icon