وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، من حديث صهيب بن سنان قال: قال رسول الله - ﷺ -: "أَيُّمَا رَجُلٍ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقاً، وَالله يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بالله، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بالبَاطِلِ، لَقِيَ الله يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ادَّانَ مِنْ رَجُلٍ دَيْناً، وَالله يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ، فَغَرَّهُ بالله، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بالبَاطِلِ، لَقِيَ الله يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِق" (١).
قوله تعالى: ﴿ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء﴾ (٢) نزلت ناهيةً عما كانوا يفعلونه من نكاح الأبناء حلائل الآباء، وذهب به مذهب الجنس ثم فسره بـ"مِن".
وسواء في التحريم من دخل بها الأب أو لم يدخل بها إذا عقد عليها.
وقال القاضي أبو يعلى (٣) : قد يُطلق النكاح على العقد، قال الله تعالى: ﴿إذا نكحتم المؤمنات ثم طلَّقتموهن من قبل أن تمسوهن﴾ [الأحزاب: ٤٩]، وهو حقيقةٌ في الوطء مجاز في العقد، لأنه اسم للجمع، والجمع إنما يكون بالوطء، فسمّي العقد نكاحاً لأنه سبب إليه.
قوله تعالى: ﴿إلا ما قد سلف﴾ قال الأخفش (٤) : المعنى: فإنكم تُعذَّبون به، إلا ما قد سَلَف فإن الله وضعه عنكم.
وقال قطرب (٥) : لكن ما قد سَلَف فدعوه.
(٢) كتب في هامش الأصل: بلغ محمد بن أحمد قراءة بمسجد الرقي، المجلس الثالث عشر، وبلغ محمد بن أحمد قراءة بمسجد الرقي، المجلس السابع والعشرين، مرة ثانية.
(٣) انظر: زاد المسير (٢/٤٤).
(٤) انظر: معاني الأخفش (ص: ١٥٥).
(٥) انظر: زاد المسير (٢/٤٥).