القوم أعلم ما تركت قتالهم... حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
ووجدت ريح الموت من تلقائهم... في مأزق والخيل لم تتبدد
وعلمت أني إن أقاتل واحداً... أُقتل ولا يضرر عدوي مشهدي
فصدفت عنهم والأحبة فيهم... طمعاً لهم بعقاب يوم مرصد
وكان الأصمعي يقول: ما قيل في الاعتذار من الفرار أحسن من هذه الأبيات.
وقال خلف الأحمر: أبيات عمير بن وهب (١) أحسن منها (٢) :
لعمرك ما وليت ظهري محمداً... وأصحابه جبناً ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي
وقفتُ فلما خفت ضيعة موقفي... رجعت لعودٍ كالهزبر أبي الشبل
أخبرنا الشيخان شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع بجامع دمشق وأبو بكر محمد بن سعيد بن الموفق الخازن النيسابوري بقراءتي عليه ببغداد قالا: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان [الكرجي] (٣)، أخبرنا القاضي أبو بكر [أحمد] (٤) بن الحسن الحيري، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب
(٢)... انظر الأبيات في: السيرة النبوية لابن هشام (٤/٢٢٩)، والاستيعاب (٤/١٩٦٣).
(٣)... في الأصل: الكرخي. والصواب ما أثبتناه. وقد سبقت ترجمته.
(٤)... في الأصل: أمحمد. والصواب ما أثبتناه. وقد سبقت ترجمته.
(١/٣٨٧)