﴿ولأوضعوا خلالكم﴾ الإيضاع: الإسراع في السير. يقال: وضع البعير وغيره؛ إذا أسرع، وأوضعه: ركبه (١). وخلال الشيء: وسطه (٢).
والمعنى: ولأوضعوا ركابهم بينكم بالتضريب والنميمة والإفساد.
﴿يبغونكم الفتنة﴾ أي: يحاولون إيقاع الخلاف بينكم وتشتيت كلمتكم وافتراق جماعتكم، ﴿وفيكم سمّاعون لهم﴾ أي: قوم ينقلون إلى المنافقين أخباركم.
وقيل: المعنى: وفيكم قوم يسمعون للمنافقين ويطيعونهم.
لقد ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ
﴿لقد ابتغوا الفتنة من قبل﴾ أي: لقد طلبوا لك العنت والشر من قبل غزوة تبوك، ﴿وقلبوا لك الأمور﴾ نصبوا لك الغوائل (٣) تارة بالسعي في تشتيت شملك وتفريق أصحابك، وتارة بالعزم على الفتك بك.
قال المفسرون: وقف اثنا عشر رجلاً من المنافقين على طريقه ليلاً ليغتالوه وليفتكوا به فسلمه منهم (٤).
وتارة بالانخزال عنك في مضايق الحروب والكروب، كما انسلّ ابن سلول يوم أحد بالصحابة.
(٢) انظر: اللسان، مادة: (خلل).
(٣) الغوائل: الغَوْل: المشقّة. والغول: الخيانة (انظر: اللسان، مادة: غول).
(٤) الوسيط (٢/٥٠١-٥٠٢)، وزاد المسير (٣/٤٤٨).
(١/٥١٢)