إِذا لَقِيتُكَ تُبْدِي لي مُكَاشَرَةً... وَإنْ تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الْهَامِزَ اللُّمَزَهْ (١)
قال الضحاك: كان المؤمنون يرضون بما أعطوا ويحمدون الله عليه، وأما المنافقون فإن أُعطوا كثيراً فرحوا، وإن أعطوا قليلاً سخطوا، فذلك قوله: ﴿فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون﴾ (٢).
﴿ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله﴾ أي: قنعوا بما أعطاهم الله قضاء وتقديراً، ورسوله قسماً، ﴿وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله﴾ ما نحتاج إليه، ﴿إنا إلى الله راغبون﴾ في الزيادة وسعة الرزق، التقدير: لكان خيراً لهم وأعود عليهم، فحذف الجواب للعلم به.
* إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
قوله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين﴾ اختلف العلماء في هذين الصفتين أيهما أشد حاجة، فذهب الإمامان أحمد والشافعي إلى أن الفقراء أشد
(٢)... أخرجه ابن أبي حاتم (٦/١٨١٦). وانظر: الوسيط (٢/٥٠٥).
(١/٥٢١)