﴿ فدلاّهما ﴾ (١) هذا مجاز عن إلقائهما في هوة ﴿ بغرور ﴾ وكل واقع في مثل ذلك، فإنه نازل من علو إلى استفال، ومن كرامة إلى إذلال.
قال الأزهري (٢) : أصله: تدلية العطشان في البئر ليَرْوى من الماء فلا يَجِد الماء، فيكون مُدَلَّى بالغرور، ثم وضعت التَّدْلِيَةُ موضع الإطماع فيما لا يُجْدي نفعاً، فيقال: دلَّاه إذا أطمعه في غير مطمع.
قال ابن عباس: غرّهما باليمين، وكان آدم يظن أن أحداً لا يحلف بالله كاذباً (٣).
﴿ فلما ذاقا الشجرة ﴾ أي: أكلا منها، قال الزجاج (٤) : قوله: "ذاقا" يدل على أنهما لم يُبالِغَا في الأكل.
﴿ بَدَتْ لهما سوآتهما ﴾ قال وهب: كان لباسهما نوراً يحول بينهما وبين النظر (٥).
﴿ وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾ أي: أقبلا، يقال: طَفِقَا وطَفَقَا، بفتح الفاء وكسرها (٦). وبالفتح قرأ أبو [السَّمَّال] (٧).
قال قتادة: أقبلا يرقعان ويصلان عليهما من ورق الجنة، وهو ورق التين، حتى
(٢) تهذيب اللغة (١٤/١٧٢).
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٢/٣٥٧)، وزاد المسير (٣/١٨٠).
(٤)... معاني الزجاج (٢/٣٢٨).
(٥)... أخرجه الطبري (٨/١٤٣). وذكره السيوطي في الدر (٣/٤٣٠) وعزاه للحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.
(٦) انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٤/٢٨١)، والدر المصون (٣/٢٥١).
(٧)... في الأصل: السماك. والصواب ما أثبتناه. انظر ترجمته في: لسان الميزان (٤/٤٧٥)، والمغني في الضعفاء (٢/٧٨٩).
(١/٩٨)