به} أي: ولا أعلمكم الله به.
وقرأ ابن كثير في رواية قُنْبُل: "ولأدراكم به" من غير ألف قبل الهمزة (١)، جعلها لام الابتداء دخلت على "أدرى".
والمعنى على هذه القراءة: لو شاء الله لأعلمكم به على لسان غيري، لكنه يختص بنبوته ويجتبي لرسالته من يشاء من عباده.
﴿فقد لبثتُ فيكم عمراً من قبله﴾ يعني: مكثتُ بين أظهركم أيتها الأمة الأمية أربعين سنة، تعرفون صدقي وأمانتي، لا أشتغل بعلم ولا أجالس عالماً، ثم أتيتكم بكتابٍ فُصِّلَتْ آياته، وبهرت العقول بيّناته، وأعجز الفصحاء والبلغاء والخطباء، فلم يقدروا على معارضته ولا مناقضته، ﴿أفلا تعقلون﴾ فتعلموا أن مثلي لا يكذب على الله تعالى ولا يقدر على الإتيان بقرآن غيره ولا يستجيز التبديل.
قوله تعالى: ﴿فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً﴾ فجعل له أندادً وأولاداً، ﴿إنه لا يفلح المجرمون﴾ أي: لا يسعد المشركون.
ويعبدون مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

(١)... الحجة لابن زنجلة (ص: ٣٢٨-٣٢٩)، والكشف (١/٥١٤)، والنشر (٢/٢٨٢)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٢٤٦).
(١/٢٢)


الصفحة التالية
Icon