بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
قوله تعالى: ﴿الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها﴾ إن جعلت الباء من صلة "ترونها" لم تقف على "عَمَد"، وإن جعلتها من صلة "رَفَعَ" وقفت على "عَمَد".
فعلى الأول هاء الكناية ترجع إلى "عمد" و "ترونها" صفة لها، التقدير: بغير عمد مرأية.
ويعضده قراءة أبيّ: "تَرَوْنَه" (١)، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء والضحاك، قال: لها عمد على قاف ولكنكم لا ترون العمد. وهذا قول مجاهد وعكرمة وعلي (٢).
الثاني: "ترونها" كلام مستأنف، استشهاد برؤيتهم لها كذلك، وهاء الكناية ترجع إلى "السموات"، وهذا قول ابن عباس في رواية أبي صالح، وبه قال الحسن

(١)... البحر المحيط (٥/٣٥٣)، والدر المصون (٤/٢٢٤).
(٢)... أخرجه الطبري (١٣/٩٣-٩٤)، وابن أبي حاتم (٧/٢٢١٦)، ومجاهد (ص: ٣٢٣). وذكره السيوطي في الدر (٤/٦٠٠-٦٠١) وعزاه لابن المنذر عن ابن عباس، ومن طريق آخر عن مجاهد.
(١/٤٣٦)


الصفحة التالية
Icon