من إلغاء المضاف والإخبار عن المضاف إليه، وإن جُعل المثل بمعنى الصفة -كما قال ابن قتيبة (١) - زال هذا الإشكال، إلا أن أبا علي الفارسي أنكره إنكاراً شديداً.
وقال الزجاج (٢) : المعنى: مثل الجنة جنةٌ تجري من تحتها الأنهار، على حذف الموصوف، تمثيلاً لما غاب عنا عما نشاهد.
﴿أكلها دائم﴾ قال الحسن: يريد: أن ثمارها لا تنقطع [كثمار الدنيا] (٣)، وظلها دائم لا تنسخه الشمس كظل الدنيا (٤).
﴿تلك عقبى الذين اتقوا﴾ الشرك، بدليل قوله: ﴿وعقبى الكافرين النار﴾.
والذين آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (٣٦) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ
قوله تعالى: ﴿والذين آتيناهم الكتاب﴾ وهم الذين أنعم الله عليهم بالإسلام من اليهود والنصارى.
قال مقاتل (٥) : هم عبد الله بن سلام وأصحابه.
(٢)... معاني الزجاج (٣/١٥٠).
(٣)... زيادة من زاد المسير (٤/٣٣٤).
(٤)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/١٨)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤/٣٣٤).
(٥)... تفسير مقاتل (٢/١٧٩).
(١/٤٩٣)